شائع

هذا ما يحدث عندما تقرر المرأة خلع الحجاب أو تختار ارتدائه

على مدار سنوات طويلة كان ومازال الحجاب مرتبطاً بشكل وثيق بأخلاق المرأة وشخصيتها. وعندما كبرت وسط مجموعة من صديقاتي المحجبات، بدأت ألاحظ مدى تأثير هذه القوالب النمطية عليهن. فكم هو محبط عندما تتوقع ردود أفعال المحيطين بك تجاه أي قرار تتخذه، فما بالك إذا كانت هذه الردود تصيبك بالرعب؟ هذا الأمر هو حقاً ما تشعر به النساء عندما يقررن خلع الحجاب أو ارتدائه. ففي الحالتين يجدن تطفلاً من المحيطين بهن لمعرفة الأسباب الكامنة وراء اختيارهن هذا.

ففي السابق تحدثنا عما تتعرض له النساء سواء اخترن العمل أو البقاء في المنزل. وهذه المرة نتحدث عن موضوع قريب من قلبي بشكل كبير، بسبب الألم الذي وجدت صديقاتي وبعض أفراد عائلتي يعانين منه. فهن حقاً يتعرضن لأبشع أنواع الإساءة. لذلك تحدثنا مع مجموعة من النساء اللاتي تعرضن لتجارب سيئة عندما تعلق الأمر بالحجاب.

في رأيي هؤلاء النساء هن حقاً شجاعات وملهمات لأنهن اخترن مشاركتنا بقصصهن وتجاربهن في السطور التالية:

- "تعرضت لمضايقات بالعمل، وقد تكرر الأمر ذاته مرتين. ففي يوم ظل أحد زملائي ينظر لي ويحدق بي ومن ثم سألني، هل فكرتي يوماً بخلع الحجاب؟ أعتقد أنك ستكونين أجمل بدونه. رغم أنه أعتقد أن ما يقوم به أمر عادي، إلا أنني ظللت أفكر في سبب لتفكيره بالأساس بهذا الأمر. وما الذي جعله يعتقد أنني لن أكون مرتاحة بالحجاب بعد أن يخبرني بهذا. لقد كنت غاضبة بشكل كبير. فهذا أمر شخصي للغاية، ولم نكن قريبين بدرجة كافية ليقوم بذلك. حينها سألته ما إذا كان يجب علي أن أرى ما يقوله إهانة أم مجاملة، رد على الفور بأنه مجاملة. لم أجد ما أقوله، فقط اكتفيت بالابتسام والمغادرة. نفس الأمر تكرر أيضاً مع شخص آخر."

- "عندما قامت صديقتي المقربة بخلع الحجاب، وجدت والدي يأتي ويتحدث معي وينصحني بعدم التأثر بها. أخبرته أن هذه ليست عدوى، وأنني إذا قرت القيام بالأمر ذاته، سأفعله على الفور".

- "عندما يرغب أصدقاؤنا في الخروج، تبدأ هنا رحلتنا في البحث عن مكان يناسب الجميع. فبعض أماكن السهر لا تسمح للمحجبات بالدخول، فنبحث عن مكان يمكن أن نلهو فيه ونرقص سوياً. حتى أنني عندما أنوي الخروج مع صديقي، أفكر دائماً في المكان الذي سنذهب إليه هل سيسمح بدخول المحجبات أم لا؟ فالأمر حقاً يشعرني بالحرج".

- "عندما أخبرت والدي أنني أريد أن أخلع الحجاب، كاد أن يصاب بأزمة قلبية تقريباً. وقال لي إنه شعر وكأنه يفقد ابنته. استخدم والداي الدين للضغط علي. أما أختي فافترضت أنني أريد الانحراف، وسأبدأ في الشرب وارتداء الملابس الكاشفة. الناس يفكرون بافتراضات خاطئة فقط بسبب أنني محجبة. فطالما أنني محجبة، إذا يجب أن أكون جادة ولا أتحدث مع الرجال ولا وقت لدي للمرح. يشعرون بالصدمة عندما يتحدثون معي ويلاحظون مدى تفتحي. فعندما بدأت أتقرب من صديق لي، وجدته يخبرني إنه غيّر وجهة نظره فيما يتعلق 'بالفتاة المحجبة' بعدما عرفني."

- "أتعرض لهذا التعليق كثيراً "هل ستضيعين كل هذه السنوات الماضية من ارتداء الحجاب هباءً!' هذا يدفعني للجنون".

- "ارتديت الحجاب منذ أن كنت في الثانية عشر من عمري، ففي ذلك العمر لم أكن أفهم حقاً ما كنت أفعله. ولكن عندما كبرت، بدأت أشعر بعدم الراحة فيه. فبدأ الأمر يؤثر على نفسيتي وهو ما كان ينعكس على صحتي الذهنية. كان لدي شعور بأنني محاصرة، وأنني لا أستطيع التنفس جيداً. أما عائلتي فكانت متشددة جداً، وبالتالي لم تسمح لي بخلعه. فوجدتهم لا يهتمون كثيراً بصحتي النفسية، وكيف كان يؤثر ذلك علي. فكل ما كان يشغلهم هو مظهرهم أمام الناس فقط. وهنا قررت أن أبدأ بخلعه وسط أصدقائي وخلال السفر، حتى وجدت أن من حولي اعتادوا على الأمر."

- "عندما أدخل في أية مناقشة حادة أو أي شجار، أجد من حولي يخبرونني أنه لا يجب علي القيام بهذا، لأنني محجبة".

- "واجه زوجي العديد من التعليقات على شاكلة 'لم نعتقد أبداً أنك ستتزوج من محجبة'".

- "من الغريب جدًا بالنسبة لي أن تكون هذه التعليقات نابعة من الفتيات وليس الرجال. ألا يجب علينا نحن الإناث أن ندفع بعضنا إلى الأمام بدلاً من أن نقلل من شأن بعضنا البعض؟ نحن بشر، من الطبيعي أن نغير آرائنا. ما قد يجعلنا نشعر بالراحة اليوم، قد لا يجعلنا نشعر بالارتياح غداً. حقيقة أنني أردت ارتداء الحجاب لبعض الوقت، ثم أدركت بعد فترة أنني لم أستطع استكمال ذلك، وهو قرار شخصي تماماً. ولكي أكون أمينة، فإن الدعم الذي حصلت عليه من أحبائي وخاصة والدي كان أكثر من كاف ليجعلني أشعر بالسلام الداخلي. لقد شاهدت بعض أصدقائي يمرون بتجربة خلع حجابهم، وكانوا يواجهون ردود فعل سلبية".

- "بالنسبة لبعض الناس، إذا قررت إظهار شعرك بعد تغطيته لفترة من الوقت، فهذا يعني بوضوح أنك قررت التخلي عن أخلاقك. قد يتهمك البعض حتى بمحاولة جذب الانتباه والتقرب من شخص ما لأنك تشعرين بالملل من العزوبية".

- "في الجامعة أعتقد الكثير من الناس أنني مسيحية بسبب اسمي. وعندما قررت ارتداء الحجاب افترض الكثيرين تلقائياً أنني فعلت ذلك لوضع حد لهذا الارتباك".

- "كان هناك رد فعل عندما خلعت الحجاب، سأظل أتذكره دائمًا بسبب غرابته. تلقيت مكالمة هاتفية في الساعة الثانية صباحًا من صديقة قديمة لم أتواصل معها منذ حوالي عامين. اتصلت بي لتتساءل عن سبب خلع الحجاب، وأخبرتني أنها 'تحتاج' فقط لفهم سبب قراري أن أبدو 'هكذا'. كانت تتأكد من أنني لم أكن غير مستقرة نفسياً! وواصلت التعبير عن أنها كانت تضعني بمثابة قدوة لها ولكنها الآن لم تعد تراني هكذا".

- "في أحد الأيام اتصلت بزوجي وأخبرته أنني سأخرج الآن ولن أرتدي الحجاب. لقد صُدم الناس عندما رأوا أنني قمت بذلك بالفعل وحصلت على الكثير من ردود الفعل السلبية مثل: 'أنتي لا تبدين جميلة' وتوقف بعض أصدقائي المقربين عن التحدث معي ورؤيتي وتظاهروا أنهم لا يعرفونني".

- "عندما سافرت إلى الخارج وكنت أرتدي الحجاب، كان الناس يعاملونني بشكل سيء للغاية والبعض الآخر لا يجيبني حتى عندما تحدثت معهم".


مصدر الصورة الرئيسية: إنستجرام @marwaatik

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.