سبع نقاط يهمكم معرفتها من ندوة ’هل تكرِّس الموضةُ اهتماماً كافياً لمفهوم التنوّع؟‘ ضمن فعالية Vogue Loves Fashion Avenue
كجانب من فعالية Vogue Loves Fashion Avenue أدارت ألكسندريا غوڤييا، مديرة تحرير ڤوغ العربية، ندوةً تناولت موضوع الساعة الذي يستعرض مسألة التنوّع في مجال الموضة، وذلك على المسرح الرئيسي لفعالية Vogue Loves Fashion Avenue بدبي مول. انضم إلى غوڤييا في هذه الأمسية كلٌ من شيناد بورك، الكاتبة المرموقة والأكاديمية والناشطة الفخورة “بجسمها الضئيل”؛ وغيزلان غينيز، المُؤسسة والرئيسة التنفيذية لموقع ذا موديست، أول موقع فاخر للتجارة الإلكترونية متخصص في الأزياء المحتشمة؛ إلى جانب باتريك هيرنينغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع 11 أونوريه، أول موقع تسوّق يعرض أزياءً تشمل جميع الأحجام ليقدم للنساء الموضة الفاخرة رأساً من عروض الأزياء. وفي حال فاتتكم هذه الندوة، نستعرض معكم 7 نقاط رئيسية من النقاش الذي جرى يوم السبت الماضي.
عن متاجر التجزئة
خلال النقاش، تحدثت شيناد بورك بكل صراحة عن معاناتها عند التسوق بما أن لديها إعاقة، حيث أقرَّت بالقول: “إن قصدتُ أي متجر للبيع بالتجزئة هنا بمفردي، سأواجه تحدياتٍ فوراً، حتى مجرد النظر إلى حامل الثياب”، وأردفت: “ليس بمقدوري أخذ قطعة [من المعروضات] بمفردي، وإن فعلت ذلك فسينتهي بي المطاف على الأرجح بإسقاط كل شيء على الأرض. حتى وإن وقع اختياري على قطعة معينة ورغبتُ في تجربتها، سأتجه إلى إحدى غرف القياس لأواجه تحدياً إن كان هناك باب لأنني لن أتمكن من إغلاقه. وإن كانت [الغرفة] ذات ستارة، لن أكون قوية بما يكفي لسحبها، كما لن يكون بوسعي الوصول إلى علَّاقة الملابس. وعندما أتجه لشراء القطعة، فإن الشخص خلف آلة تسجيل المدفوعات النقدية لن يتمكن من رؤيتي”. وتواصل الكاتبة والناشطة حديثها لتوضِّح أنها لا تريد من ذلك أن تكون متاجر البيع بالتجزئة مصممة لها وحدها، ولكن أن يكون العاملون فيها أكثر وعياً وتفهُّماً للصعوبات التي تواجهها، وعن ذلك قالت: “ما يجعل الأمر تجربةً مختلفةً بالكامل بالنسبة لي هو أن يأتي إليَّ موظف من خلف المنضدة عند دخولي أي متجر للبيع بالتجزئة، ويقول: ’مرحباً، أنا أدعى بول. يسرُّني حقاً لقاؤكِ، وأفهم أن هذا المتجر لا يناسب [احتياجاتك] تماماً، كيف أستطيع مساعدتك؟‘. على الأصوات المهمَّشة توضيح الصعوبات التي تعترضهم دوماً كي ينالوا الاستقلالية، وأن يعمد أحدٌ ما في موقع قوة، حتى وإن لم يبدو أنه موقع قوة، إلى إلغاء ذلك وأن يعرض المساعدة في تغيير التجربة برمتها ويجعلني أرغب في إنفاق أموالي هناك”.
عن مفهوم الشمولية
لدى سؤالها عن الخطوات التي يمكن أن تتخذها صناعة الموضة نحو تحقيق المزيد من الشمولية، صرَحت غينيز بالقول: “أعتقد أن النقاش الذي نجريه الآن هو الطريقة المثلى للبدء [في ذلك]، لأنه يسلّط الضوء على موضوعٍ في غاية الأهمية. أعتقد أنه عندما نخاطب زبونة ما، ولا نعكس مع ذلك واقع تلك الزبونة والنساء اللواتي نمثّلهن في حملاتنا الإعلانية وموادنا التحريرية، عندها نغفل جوهر المسألة، لأن الزبونات بحاجة إلى مَن يمكنهن التماهي معهم وهذا منطق التجارة وحسب. هؤلاء زبونات قادرات ومستعدات للدفع وهنَّ بحاجة إلى مَن يخاطبهن بطريقة تناسبهن. أعتقد أن نقطة الانطلاق هي النقاش والحوار الذي نجريه الآن، لكني أعتقد أنه من المهم لدى قيامكم باتخاذ تلك الخطوة في أعمالكم، سواءً كعلامة أو مصمم أو بائع بالتجزئة، أن تكون نهجاً يتمتع بالأصالة”.
عن المجتمع
صرَّح هيرنينغ، الذي أسَّس موقع 11 أونوريه في أغسطس 2017، بالقول: “المجتمع مهمٌّ للغاية. إن عدتُ للتفكير بالدور الذي لعبه موقع 11 أونوريه، لم نكن إجمالاً نمتلك في بادئ الأمر أي تسويق، فكل شيءٍ كان يجري بشكل طبيعي للغاية، ومقدار الدعم الذي حظينا به من قاعدة زبائننا والمجتمع الأوسع عموماً هو ما سمح لنا بإنشاء الشركة التي نؤسِّسها”. وفي وقتٍ لاحقٍ خلال الندوة، تابع حديثه ليعزو الفضل إلى انستقرام في المساعدة على تعزيز هذا المجتمع القائم، حيث قال: “بالنسبة لي، كان انستقرام منصة هائلة جداً للشمولية وللنقاش الدائر حول الأزياء ذات المقاسات الكبيرة. تقضي سياستنا بألا ندفع [أموالاً] للشخصيات المؤثرة لينشروا عن 11 أونوريه، ونتيجةً لذلك، يدعمنا زبوننا بشكل طبيعي للغاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو أمرٌ يلقى أصداء [كبيرة]”.
عن مفهوم التنوع خارج إطار الموضة
كشفت بورك أهمية أن تكون هناك أصوات متنوعة أكثر في قاعة الاجتماعات لدى اتخاذ قرارات، حتى خارج نطاق قطاع الموضة والأزياء، حيث قالت مستذكرةً: “تحدثت إلى غوغل مؤخراً عن واحد من أشهر منتجاتهم، وهو “خرائط غوغل”، قلت: ’كم يبعد الفندق الذي أنزل فيه عن مكاني هذا؟‘ وكتبتُ هذا في تطبيق خرائط غوغل، وكانت إجابة غوغل “مسافة دقيقتين سيراً على الأقدام”… بالنسبة لمن؟ في عصر التخصيص [تكييف المنتجات والخدمات لتوافق احتياجات العملاء] لما لا يسعني تقديم المزيد من الإيضاح بالقول: ’حسناً، في الواقع يبلغ طولي 105 سنتيمترات. سيستغرقني الأمر في الواقع 45 دقيقةً، وكانت إجابة غوغل: ’لم نفكر في ذلك مطلقاً‘. لأنه لم يكن لديهم مثل هذه الأصوات في القاعة”.
عن مفهوم المصداقية
بالحديث عن أهمية المصداقية في عالم الموضة والأزياء كشف هيرنينغ: “يمتلك الزبون اليوم مقداراً هائلاً من القوة، والزبائن في غاية الذكاء. قد لا يدركون هذا فوراً، لكنهم سيعرفون في نهاية المطاف إن كانت علامة ما لا تتمتع بالمصداقية”، وتابع حديثه ليشير إلى علامات تستعين بعارضات ممتلئات شهيرات للغاية في حملاتها الإعلانية، لكنها لا تُضمِّنُ تلك الأحجام في طيف المقاسات التي تبيعها، وعن ذلك علَّق بالقول: “لا يمكنكم وضع امرأة بمقاس زائد في حملة دعائية، وعدم بيع ذلك المقاس للزبونات بعد ذلك، فهن سيكتشفن الأمر”.
عن أهمية الاقتداء بنماذج يُحتذى بها
أشارت غينيز بالقول: “من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تطَّلِعُ الشابات اليافعات والمراهقات على عالمٍ جديدٍ كلياً من الصور التي تخبرهن بما هو جميل وما ليس كذلك، لذا هناك مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً كأفراد وكشركات لنتطرَّق إلى ذلك ونحرص على أنّ تلك الفتيات والنساء الناضجات يشاهدن أنفسهن ويشاهدن نماذج يُحتذى بها ويمكنهن التماهي معها في تلك المنصات”، وأردفت بالقول: “يقع اليوم على عاتق الشركات مسؤولية معالجة هذه القضايا والمواضيع؛ فأصواتنا أعلى ولدينا تأثير [واسع]. اليوم لا يسعكم أن تكونوا علامة أو شركة ولا يكون لديكم صوت مسموع أو غاية ما، خصوصاً مع كل الأصوات الموجودة [على الساحة]. يرتبط الزبائن بالعلامات التي يشعرون بأن هناك صلة عاطفية تجمعهم بها، وتلك الصلة تأتي مما تُمثِّله العلامة”.
عن أسابيع الموضة
فيما يتعلق بمفهوم الشمولية في أسابيع الموضة، روت بورك قصة شخصية على مسامع الجمهور تناولت الطريقة التي استغلَّت فيها إحدى المحرِّرات من مجلة مرموقة نفوذها لنقل بورك إلى مقعدٍ في الصف الأمامي من الصف الثالث، حيث لم يكن بمقدورها رؤية أي شيء. وعن ذلك قالت: “كنت محظوظة جداً في سبتمبر الماضي بتلقي دعوة لحضور أسبوع الموضة في كلٍّ من لندن ونيويورك وباريس وميلانو. وما كان مثيراً للاهتمام بالنسبة لي هو ذاك الترابط في متابعة التحوُّل على منصات العروض من ناحية العارضات اللواتي تمت الاستعانة بهن من حيث الشكل والإعاقة، لكنَّ أحد المجالات التي ما زلنا لا نشهد تغييراً فيها يتمثّل في الأشخاص الذين تتمُّ دعوتهم للمشاركة وكتابة التعليقات النقدية للعروض”. وتابعت الكاتبة حديثها لتروي تفاصيل تجربة مرَّت بها خلال حضورها أسبوع سابق للموضة، عندما مُنِحت مقعد في الصف الثالث، على الرغم من أنه لم يكن بمقدورها رؤية منصة العرض من هناك. وعن ذلك قالت: “أُجلِستُ في الصف الثالث، وهو أمرٌ مقبولٌ تماماً، ما عدا حقيقة أن طولي ثلاثة أقدام وخمس بوصات ولم يكن بوسعي رؤية أي شيء، لكنهم مع ذلك وجَّهوا إليَّ دعوةً. وحدث أن اتجهت رئيسةُ تحرير صحيفة نيويورك تايمز نحوي وسألتني: ’هل يمكنكِ رؤية [العرض]؟‘ وأجبتها: ’لا، لكني مسرورة لوجودي هنا وحسب‘، وأجابت: ’هذا ليس جيداً بما يكفي. تعالي معي‘، واتجهت إلى مسؤول العلاقات العامة للعلامة وقالت: ’شيناد بحاجة إلى مقعدٍ في الصف الأمامي، فهي لا تسطيع رؤية [شيء]‘”. وبعد أن أصرَّ مسؤول العلاقات العامة أنه لم يعد هناك مقاعد خالية في الصف الأمامي، اتجهت رئيسةُ تحرير نيويورك تايمز إلى مقعدها، ونقلت نائب رئيس تحرير الصحيفة، وطلبت من شيناد الجلوس في ذاك المقعد، وتتابع بورك حديثها لتكشف أنه بعد مرور ستة دقائق أتى مسؤول العلاقات العامة لدى العلامة وأعلمها أنهم قد وجدوا لها مقعداً، وعن ذلك علَّقت بالقول: “بالنسبة لي كان ذلك المعنى الحقيقي للمُناصرة من شخصية لديها نفوذ هائل في مجال مُغرق في القدم، ومع ذلك استغلَّته بطريقة لا تعود عليهم بالأرباح”.
شاهدوا الحوار الكامل من الندوة في الفيديو التالي.
والآن اقرؤوا: ناومي كامبل تغالب الدموع وهي تتذكّر “بابا” المصمم الراحل عز الدين عليّة في دبي
ظهر المقال سبع نقاط يهمكم معرفتها من ندوة ’هل تكرِّس الموضةُ اهتماماً كافياً لمفهوم التنوّع؟‘ ضمن فعالية <em>Vogue</em> Loves Fashion Avenue للمرة الأولى على الموقع الإلكتروني لڤوغ العربية
ليست هناك تعليقات: