هند بوجمعة تطمح لأن يفتح فيلمها الجديد “نورا تحلم” مساحة من الحوار حول معاناة المرأة التونسيّة
حقق الفيلم التونسي “نورا تحلم” للمخرجة هند بو جمعة أصداأ بارزة بعد عرضه الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الأسبوع الماضي، حيث حضرت عرضه الأول مخرجة الفيلم، مع نجميه التونسيين هند صبري ولطفي العبدلي.
فيلم “نورا تحلم” هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة التونسيّة هند بوجمعة، والتي أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة في السابق، تؤدي فيه هند صبري شخصية نورا، السيدة التي تنتمي للطبقة الكادحة في تونس، وتصور معاناتها اليومية بعد سجن زوجها، والمضايقات التي تتعرض لها بسبب تاريخه الإجرامي، وعلاقتها لأطفالها وزوجها كيف تتغير عند خروجه من سجنه. تقول مخرجة الفيلم في حوار خاص مع ڤوغ العربيّة “هذه القصّة هي في الحقيقة مزيج لعدة قصص شاهدتها وعاصرتها، أخذت من كلّ منها جزئية نسجت من خلالها شخصية نورا، ألهمتني تلك المرأة التي تعاملت معها كرمز للطبقة الكادحة وعبّرت من خلالها عن معاناة هذه الشريحة من الناس”.
تناقش الأفلام السينمائية عادة قضايا مجتمعيّة في سبيل تسليط الضوء عليها وفتح مساحة من الحوار حولها، وتؤكد المخرجة أن قصّة نورا من القصص المكررة في المجتمع التونسي “هي قصة متكررة، تكرر حدوثها كثيراً، وستظل تتكرر ما دام هناك رجال يدخلون السجن أو يتواكلون على زوجاتهم في إعالة الأسرة”. وتطمح هند بو جمعة أن يدعو فيلمها إلى حراك اجتماعي ويكون سبباً في تغييرات قانونيّة تقلل من معاناة هؤلاء السيدات، وتقول “الجمهور التونسي جمهور واعِ ومحب للفنون عموماً، وللسينما على وجه الخصوص، لذا فأنا أعتقد أن هذا قضيّة هذا الفيلم وموضوع سيثير اهتمامهم”.
تؤكد هند تأثير السينما على المجتمعات عموماً، ضاربة المثل بأفلام مصريّة نجحت في تغيير القوانين في مصر، من بينها فيلم “جعلوني مجرماً” عام 1954 من بطولة فريد شوقي، يروي هذا الفيلم قصّة شاب يخرج من الإصلاحيّة ويعاني في سبيل الحصول على عمل بسبب سجلّه الإجرامي، وقد صدر قانون مصرى ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة بعد عرضه. إضافة إلى فيلم آخر بعنوان “أريد حلاً” عام 1975 من بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة، يروي قصّة سيّدة في محاولة الانفصال عن زوجها القاسي، وبسبب تأثير هذا الفيلم تمت إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة المصرية بحق الخلع، والتخلي عن زوجها، بشرط التخلي عن جميع مستحقاتها المادية.
تحرص الممثّلة التونسيّة هند صبري على دعم المشهد السنمائي في بلدها تونس باستمرار، وقد حرصت على المشاركة في هذا الفيلم على الرغم من انشغالها بتصوير فيلمين آخرين في مصر آنذاك، وهما فيلم “الممر” وفيلم “الفيل الأزرق 2” حقق كلاهما نجاحات لافتة في مبيعات التذاكر إذ يقترب فيلم “الفيل الأزرق 2” من الوصول إلى 100 مليون جنيه مصري في مبيعات التذاكر، وذلك رقم قياسي جديد في تاريخ السينما المصريّة. تقول هند بوجمعة عن نجمة فيلمها هند صبري “أنا على معرفة مسبقة بهند منذ فترة طويلة، وعندما عرضت عليها القصة لم تتردد أبداً بالعكس تحمست كثيراً ونسقت وقتها للمشاركة فيه”، وأضافت “هند هي الأكثر ملائمة للدور، فهي الأكثر حماسة للتعبير عن المرأة التونسية وهمومها وآلامها دائماً. وجود نجمة عربية كبيرة وتونسية تحمل هذه الأفكار يعدّ فرصة يجب استغلالها”.
هند بوجمعة سعيدة بالأصداء الإيجابيّة التي لاقاها فيلمها الروائي الأول بعد عرضه في تورونتو من الجمهور والنقاد على حدّ السواء، وهو إنتاج يكلل عامين من العمل، من كتابة النص وحتى التصوير. وبالإضافة إلى ذلك، حقق هذا الفيلم نجاحاً آخر بمشاركته إلى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان قرطاج السينمائي، في دورته القادمة بين 2 و 9 نوفمبر المقبل، كما سيشارك الفيلم ضمن مسابقة “مخرجين جدد” فى الدورة السابعة والستين لمهرجان سان سيباستيان السينمائى بإسبانيا والذى سينعقد بين 20 و28 سبتمبر 2019.
بلقيس تحتفي بالمغرب في أحدث أغانيها وتتألق من جديد بالقفطان المغربي
ظهر المقال هند بوجمعة تطمح لأن يفتح فيلمها الجديد “نورا تحلم” مساحة من الحوار حول معاناة المرأة التونسيّة للمرة الأولى على الموقع الإلكتروني لڤوغ العربية
ليست هناك تعليقات: