شائع

ما الذي يدفع السيّدات لإجراء عمليات التجميل التي قد يندمن عليها لاحقاً؟

في ظاهرة غريبة من نوعها لكنها ليست بجديدة على مجتمعنا العربي، إذ تزايد إقبال النساء بشكل كبير على عمليات التجميل والتغيرات الجذرية، فتتحول إلى امراة أخرى. وغالبًا ما يكون الهدف التجميلي تعديل الشكل والحصول على مظهر أجمل وأرتب، ولكن مع كثرة المجالات وتعدد الآراء، يضيع الجمال الطبيعي في بؤرة التشبه بالنجمات أو المظهر المنتفخ الذي يخلو عن علامات التعبير. 

موضوعنا اليوم هو طرح هذه الفكرة مع سيدات لجأن إلى هذا النوع من العلميات لتصحيح عيوبهنّ فساء وضعهنّ أكثر، ونساء أخريات لم يكنّ بحاجة إلى عمليات تجميل فدخلن في هذه الدائرة التي لا يمكن الخروج منها، ولو كلف المرأة دفع الكثير من الأموال. ولأن كثيرات هن اللواتي خضن هذه التجربة فما كان رأيهن وكذلك يمكنك متابعة آراء نفسية وأخرى طبية يمكنكِ التعرف إليها في هذا الموضوع:

تبدأ ليلى عبدالله حديثها بحماس تجاه عمليات التجميل، إلاّ أنّ حديثها لا ينطبق على شكلها، إذ هناك مجزرة جمالية في وجهها وتحديدًا منطقة الجاجبين والشفاه.  فسألنا ليلي عن رأيها بالعمليات وما الذي حل بها لتصبح في هذا الوضع،  فقالت: ”كنت ’أعاني‘ بالأحرى كنت صاحبة شفاه رقيقة وصغيرة، فلجأت إلى حقن البوتكس الأبدية التي تُحقن ولا يمكن إزالتها، ولكن اكتشفت أنّ بعد كل حقنة أرغب بالمزيد، إلى أن كبرت شفتاي كثيرًا وأصبحت مزعجة للنظر، واليوم أزور العيادات كافة للتخلّص من مادة البوتكس، ولكن لأعود إلى الحقن الرائحة اليوم الفيلر أو حقن الهيالورنيك أسيد . بالطبع سأستمر، فمن الواضح أنّ الشفاه الأكبر أجمل بكثير على المرأة من تلك الصغيرة“. ما يطلبه المجتمع بكثرة يتحول إلى مادة رائجة، إلى أنه فعليًّا الشفاه الصغيرة تمنح المراة الأنوثة والرقة، أكثر من تلك الشفاه المحقونة بالمواد الاصطناعية. 

عملية تكبير الصدر هي الأولى من بين أكثر من 1.8 مليون عملية جراحية تجميلية أُجريت في عام 2018، تروي عُلا عبد القادر تجربتها وتقول: ”لقد خضعت لعملية تكبير للصدر من دون علم أهلي، وخاطرت إذ إنني فضلتها على أن أبقى محاصرة من مجتمع يقول لي كأنكِ رجل. لم أتحمّل ولم أقوَ على ترك نفسي. فخضعت للعملية من دون تفكير بأحد، نجحت العملية وزادت ثقتي بنفسي وأصبحت لا أرى نقصًا بجسدي. لكن ينابني شعور دائم في مجتمع شرقي كيف سأواجه رجل حياتي بهذا الموضوع، وهل سيرضى كون جراحة الصدر تمنع المرأة من ممارسة حقها بالإرضاع.“ وضّحت دراسة عالمية أنّ الصدر الصغير أجمل بكثير من الصدر الكبير، وصحي أكثر في حياة المرأة، كذلك المرأة الأوروبية لا تفكر أبدًا في تكبير صدرها، ولكنّ المجتمع العربي يرى الصدر الصغير غير محبّذ، فلجأت النساء فيه إلى الجراحة لتكبير حجم الصدر. 

تُعتبر عمليات شفط الدهون الأكثر شيوعًا في جميع البلاد العربية، فأصبحت المرأة متأثرة بشكل كبير بأجساد النجمات ونجمات إنستقرام. وهنا ندين الأحمدي تشاركنا تجربتها وتقول ”أعاني من الوزن الزائد على الرغم من أنه لم يتخطَّ الحدود، إلاّ أنني أجد جسمي بحاجة لإبراز الإنحناءات. لهذا وبعدما جربت العديد من الحميات الغذائية ولم تنجح معي، كنت تحت تأثير الكلام الذي أسمعه من حولي وصور النساء الجميلات في السوشيال ميديا، فقررت الخضوع لعملية، كانت النتيجة رائعة بالفعل. أصبحت مقتنعة بنفسي أكثر وثقتي عالية جدًّا بنفسي، وأحافظ على رشاقتي، فالمرأة الممتلئة اليوم تعاني تنمّرًا حادًّا وانتقادات لازعة“.  

عمليات التجميل لا تعبّر عن مشكلة نفسية بالمجمل كما تؤكد الأخصائية النفسيّة أمجاد باوزير إذ تقول ”العمليات التجميليّة هي مجرد رغبة في التغيير والاهتمام بالمظهر الخارجي للمرأة أو الرجل على حدّ سواء. الثقة التي يكتسبها الإنسان عندما يصل لمنظر جيد من وجهة نظره، إحساس طبيعي ومنطقي جدًّا، لا يدل على اضطراب أو مشكلة نفسية، وانتشار عمليات التجميل والتسويق لها، جعل انتشارها بين شريحة كبيرة من المجتمع أمرًا غير مستنكر. أما بعض الحالات التي تعاني قلقًا مرضيًّا ومتواصلًا حول صورة الجسد (اضطراب تشوه الجسد) بما يحمله من أعراض كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا، فالأمر مختلف حيث إنّ المصابين به تجدهم يترددون على أطباء التجميل بشكل دوري ومتكرر، ويخضعون لجراحات متواصلة لحل مشكلات وهمية، وله أسبابها بالطبع، ومن أبرزها المعايير الأسرية الصارمة حول الجمال، والنقد المتواصل في مرحلة الطفولة حول الشكل ولون البشره ونوع الشعر والوزن، التي تشترك معها المعايير الاجتماعية في مرحلة لاحقة. والمؤلم هنا أنّ هذه الحالات تتعرض في آخر المسار للتشوه، أو الآثار الصعبة وتزيد مشكلاتها النفسية والجسدية وعلى الطبيب الجيد أن يفهم الجانب النفسي للمراجعة وتحويله إلى العلاج النفسي في هذه الحالة، لأنه الحل الحقيقي“. 

تعتقد نورة القرني وهي مدونة سعودية واختصاصية تسويق في مجال العيادات التجميلية رأيها بإنّ الإقبال على العمليات التجميلية ليست بأمر غريب وأصبحت طبيعية، وتقول ”العالم والسوشيال ميديا مفتوح للجميع. المراة العاملة وربة المنزل والطبيية… كلهنّ مهتمات بالتجميل لأنّ الأسعار أصبحت بمتناول الجميع، وليست حكرًا على الاغنياء فقط. ما يجب أن نتنبّه إليه، هو تقليد فنانة أو اتّباع موضة قد تختفي، لهذا يفضل أن تتبع المرأة الجمال الطبيعي لتُبرز جمالها. وأحيانًا الإعلان والمجتمع يضع المرأة تحت ضغط كبير لتكون جميلة.  فالمفروض أن تعي المرأة قبل خضوعها للتجميل أنّ هناك فوتوشوب فلاتر“. ولا ينكر الجراح روي مطران تأثير المجتمع في زيادة نسبة العمليّات التجميليّة، ويقول “الصيحات التي تنتشر في المجتمعات ويعمل الجميع على اتباعها، ذلك هو تأثير المجتمع على أفكار الشخص بطريقة سلبية جدًّا، يمكن أن تقوم تقوم امرأة بتقديم رأيها لصديقتها بجمالها، فتقوم الأخرى بحجز موعد لدى الطبيب والخضوع لعملية تجميل قد تنجح أو لا”.

هذه هي الإطلالات الجماليّة الأبرز في عروض أسبوع الموضة في ميلانو لربيع 2020

ظهر المقال ما الذي يدفع السيّدات لإجراء عمليات التجميل التي قد يندمن عليها لاحقاً؟ للمرة الأولى على الموقع الإلكتروني لڤوغ العربية



ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.