شائع

تعرفي على مخاطر الحمل والولادة في زمن كورونا

هل أنتِ حامل أو ترغبين في إنجاب طفل وتتساءلين عن مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”؟ لا عليكِ، فقد توجهنا إلى الأطباء بحثاً عن إجابة لهذا السؤال

لا شك أن الأزمة العالمية التي سببها فيروس كورونا تثير قلق الجميع. وإذا كنتِ حاملاً أو ترغبين في إنجاب طفل، فلا شك أن لديكِ مخاوفكِ الخاصة. ولا عجب في أن يشعر كثير من النساء بالحيرة والتوتر حيال هذا الأمر، ومنهن كيرين بومونت، التي تبلغ من العمر 39 عاماً، وتعمل منسقة شخصية للأزياء ومستشارة للصور، وحامل في 20 أسبوعاً بطفلها الأول، حيث تقول: “أشعر بأننا في زمن محفوف بالمخاطر لا يصلح لجلب أطفال إلى العالم. ويعود بعض أسباب ذلك إلى حالة الشك المخيّمة علينا”. ورغم أن الوضع يتغير يومياً، فقد تمكن الأطباء حالياً من التوصل إلى بعض المعلومات عن تأثير الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في حالتيّ الحمل والولادة. وهنا يكشفون لنا عن ما توصلوا إليه حتى الآن.

أثناء فترة الحمل

أولاً، إليكِ بعض الأخبار المطمئنة. تقول الدكتورة حسنية قرقاش، مؤسِّسَة ورئيسة مجلس إدارة مستشفى قرقاش بدبي: “حتى الآن، لم تُظهِر الدراسات أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد أثناء الحمل تزيد من خطر الإجهاض أو تسبب تشوهات للجنين”. وحتى كتابة هذه السطور، يبدو أن الفيروس لا ينتقل من الأم إلى الجنين في الرحم. ولكن، الدكتور بانديليس أثاناسياس، استشاري أمراض النساء والتوليد بمركز “ميديكال تشامبرز” في لندن، يؤكد بأننا لا زلنا نجهل الكثير عن هذا الفيروس، ويوضح: “كشف تقرير صدر مؤخراً أن طفلاً -وُلِد من أم كان تحليلها المعملي إيجابي الإصابة بفيروس كورونا- أصيب أيضاً بالعدوى. وتلك معلومة جديدة، ولايزال الأطباء يحاولون كشف كيفية انتقال الفيروس. ولحسن الحظ، يتمتع الطفل بصحة جيدة”.

وماذا عن صحتكِ؟ ففي النهاية، من المعروف أن قوة جهاز المناعة تقل بطبيعة الحال عند النساء أثناء فترة الحمل. ومرة أخرى، هناك خبر مبشّر، إذ لا توجد أدلة كافية على أن النساء الحوامل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى. تقول الدكتورة حسنية: “بعد 28 أسبوعاً من الحمل، قد تتعرض النساء لمشكلات في الجهاز التنفسي إذا ما أصبن بالمرض”. تحدثي إلى مقدمي خدمات الرعاية الصحية إذا ما لاحظتِ إصابتكِ بأي أعراض في أي مرحلة من مراحل الحمل. يقول الدكتور بانديليس: “في حالة إصابتكِ بأعراض خفيفة بوجه عام، فمن الأسلم لكِ البقاء في منزلكِ واتباع إرشادات مقدمي خدمات الرعاية الصحية. وإذا ما اشتدت عليكِ الأعراض، فيجب أن تطلبي المساعدة الطبية. واحرصي دوماً على إخبار الفريق الطبي بأعراضكِ قبل التوجّه إلى مرفق الرعاية الصحية، حتى يتسنى لهم اتخاذ الإجراءات الوقائية”. ويؤكد الخبراء على ضرورة الوقاية من المرض. ويواصل الدكتور بانديليس تقديم نصائحه قائلاً: “إذا كنتِ حاملاً، فاتبعي إرشادات التباعد الاجتماعي والعزلة بكل صرامة. وحافظي على نسبة الماء في جسمكِ، وتناولي طعاماً صحياً، وفيتامينات. وقللي من عدد الأشخاص الذين تحتكين بهم – ومن الأفضل لكِ البقاء في منزلكِ”.

برنامجكِ أثناء الولادة

ينوّه الدكتور بانديليس إلى أن أنظمة الرعاية الصحية تهدف إلى تقليل أعداد المترددين على المستشفيات، ما يعني أنكِ قد تحتاجين إلى الذهاب إلى استشاراتكِ الطبية بمفردكِ. وعن ذلك تقول بومونت: “قالوا لي إن زوجي لا يمكنه أن يرافقني خلال استشارات ما قبل الولادة. وكنا نتطلع إلى معرفة نوع الجنين معاً، ولكني سأكون وحدي الآن خلال الزيارة”.

ولم يعد يُنصَح بالولادة تحت الماء، وفي معظم الأماكن لا يُسمح بدخول عنابر الولادة إلا للمرافقين – مع مراعاة أنه لا يُسمح لأيٍ منهم بذلك إذا ما ظهرت عليه أعراض فيروس كورونا أو كان مخالطاً لأي شخص مصاب بالمرض. ولهذا السبب، من المستحسن أن يكون معكِ مرافق لمساندتكِ حتى لا تذهبين للولادة دون دعم من أحد أحبائكِ. تقول إيمي غابرييل، البالغة من العمر 37 عاماً، وتعمل مديرة برامج بمؤسسة تعليمية خيرية: “من المقلق أنكِ لا تعلمين كيف ستسير أمور ولادتكِ، بل ولا مَن سيرافقكِ خلالها. أنا حامل في توأمين، لذا قد أحتاج إلى تدخل جراحي وأبقى في المستشفى لفترة. ولن يسمحوا لأحد بزيارتي سوى زوجي – وينبغي أن يبتعد عني ابني الآخر وعائلتي. ولكني أتفهم السبب الذي يحتّم أن تسير الأمور على هذا النحو”.

وهناك سُبُل أخرى لتعزيز سلامتكِ فور دخولكِ المستشفى. وينصح الدكتور بانديليس: “يجب أن تتجنب مرافقتُكِ خلال الولادة كثرة الخروج والدخول إلى غرفتكِ لتقليل خطر إصابتكِ بالمرض داخل المستشفى“. وماذا سيحدث لو ظهرت عليكِ أعراض المرض عند ولادتكِ؟ يقول الدكتور بانديليس بأنه “من المفترض ألّا يؤثر ذلك على الولادة”. ويضيف: “تشير بعض الأدلة إلى احتمالية تعرّض الجنين للخطر أثناء الولادة إذا كانت الأم مصابة بالمرض، ولكن ستتم مراقبتكِ عن كثب. ولأن الفيروس يمكن أن يسبب لكِ الإجهاد، كما قد تشعرين بالإرهاق إذا استغرقت الولادة فترة طويلة، فقد يحاول الأطباء تقليل مدة المرحلة الثانية من الولادة”.

وماذا عن المواليد؟

لا يزال الأطباء يدرسون هذا المرض ولكنهم يعلمون حتى الآن أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالمرض. ولكن، قد يكون حديثو الولادة أكثر ضعفاً، وحتى الآن، حدثت حالة وفاة واحدة لرضيع كان يبلغ من العمر ستة أسابيع بعد أن جاءت نتيجة اختباره إيجابية – إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن هناك رُضَّع آخرين أصيبوا بالمرض ويتمتعون بصحة جيدة. وكقاعدة عامة، توخي الحذر ما أمكنكِ بمجرد ولادة طفلكِ. يقول الدكتور بانديليس: “لا نملك دليلاً على أن الفيروس ينتقل عبر الرضاعة. ولكن اتخذي جميع احتياطاتكِ لتفادي احتمال انتقال العدوى إلى طفلكِ أثناء الرضاعة، حتى لو كنتِ تشعرين بأنكِ بصحة جيدة. وتذكري أن بعض الناس لا تظهر عليهم أي أعراض. عليكِ ارتداء كمامة أثناء الرضاعة، وتجنب السعال والعطاس بالقرب من طفلكِ – وعلاوة على ذلك احرصي على غسل يديكِ في جميع الأوقات. وإذا كنتِ تستخدمين مضخة للرضاعة، فنظفيها بعناية”.

إذا كنتِ ترغبين في الإنجاب

في حالة الحمل الطبيعي، يرى الدكتور بانديليس بأنه لا داعٍ للامتناع عنه. يقول: “الحياة يجب أن تستمر”. وتضيف الدكتورة حسنية: “إذا كنتِ تتلقين علاجاً للخصوبة، فيمكنكِ الاستمرار إذا كنتِ قد بدأتِ بالفعل. ولكن من المهم للغاية أن تحافظي على مسافة بينكِ وبين الآخرين داخل العيادة”. وإذا لم تبدئي بعد في تلقي علاج للخصوبة، فقد يكون من الأفضل لكِ الانتظار – وذلك للحد من مستويات القلق لديكِ وتقليل خطر إصابتكِ بالعدوى. ويستثنى من ذلك حالة حاجتكِ إلى علاج عاجل. تقول الدكتورة حسنية: “يمكنكِ البدء في تلقي علاج للحفاظ على الخصوبة إذا كنتِ مصابة بمرض السرطان”. وأخيراً، نتمنى لكِ ولطفلكِ الصحة والعافية.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2020 من ڤوغ العربية.

أقرئي أيضاً: ريم السعيدي بريدي.. أم في عزلة في زمن الكورونا

ظهر المقال تعرفي على مخاطر الحمل والولادة في زمن كورونا للمرة الأولى على الموقع الإلكتروني لڤوغ العربية



ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.