شائع

المصوّر خالد السديري يأخذنا في رحلة إلى أبرز المناطق السياحيّة في المملكة

بعدسة خالد السديري

يرتحل المصوّر خالد السديري حاملاً كاميرته بين ربوع المملكة العربيّة السعوديّة، باحثاً عن الجمال بعيداً عمّا تراه أعين الناس، ويأخذنا معه في رحلة ساحرة إلى مناطق سياحيّة خلابة في المملكة. 

يجوب المصوّر خالد السديري مناطق المملكة طامحاً لأن يسلّط الضوء على الجماليات الخفيّة فيها، وأن يقدّم من خلال صوره دليلاً سياحياً خاصاً للباحثين عن الجمال. في الواقع، تزخر أراضي المملكة العربيّة السعوديّة المترامية على مساحة تزيد عن 2 مليون كيلومتر مربع بمقوّمات السياحة بجميع أنواعها، سواء دينيّة أو تاريخيّة أو طبيعيّة، وتتظافر الجهود لاستغلال هذه المقوّمات في تطوير القطاع السياحي الذي يطلق عليه في السعوديّة ”النفط الأبيض“، حيث أنه أحد الركائز الأساسيّة في ”رؤية المملكة 2030“ التي تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط وتنويع مصادر دخلها. ومن المتوقع أن يسهم هذا القطاع بنحو 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال العام الجاري. يقول خالد السديري ”سيجد كلّ من يزور المملكة ما يرضيه، عشاق المناطق الساحليّة يمكن أن يزوروا شواطئ البحر الأحمر، أو المناطق المطلّة على الخليج العربي، وعشاق المناطق الباردة يمكن أن يزوروا المنطقة الشماليّة أو المناطق الجبليّة في عسير، فدرجات الحرارة هناك منخفظة طوال العام على عكس ما قد يتوقعه البعض“. 

خالد السديري في إحدى رحلاته

ورث خالد السديري شغف التصوير من والده الذي كان يتجوّل في المناطق الطبيعيّة ويقف في منصف الطريق حتى يلتقط صورة لمنظر عابر، يتذكّر قائلاً ”رحلاتي مع والدي كانت أول ما زرع بداخلي حب التصوير، عشت تسع سنوات في منطقة الجنوب، وكنا نحرص على رحلاتنا تلك خلال عطلات نهاية الأسبوع“. نتج عن تلك الرحلات صوراً خلابة التقطتها عدسة والده، يتذكرها خالد جيّداً، فقد كانت أوّل لقاءاته مع الكاميرا. لكن هذا الشغف تجدد لديه بعد أن عاد لحمل الكاميرا في السنة الأولى من زواجه من سمو الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود ”أخذَت زوجتي دورة في التصوير بالأبيض والأسود، وسافرنا بعدها إلى جزيرة موريشيوس كان ذلك في أوّل سنة من زواجنا في 2007، قبل أن ننتقل لاستخدام الكاميرات الرقميّة. التقطت العديد من الصور وأعجبت بها. عند عودتي، استعرت كاميرا رقميّة من والدي، وعملت على تطوير قدراتي في هذا المجال منذ ذلك الحين“. 

“أنا لا أعزم على استكشاف المناطق التي أعرفها، بل أرحل مستكشفاً باحثاً عمّا قد يفاجئني في تلك الرحلات”

يعمل خالد السديري في إدارة أعمال العائلة. التصوير بالنسبة له هو بمثابة عمل جانبي يستحوذ على تركيزه في الفترة الأخيرة، وقد أقام العديد من المعارض لصوره، وفي كلّ معرض يقيمه يمكن أن تجدوا سمو الأميرة الجوهرة متواجده لدعمه، عنها يقول ”هي داعمتي دائماً كما أحرص على أقدّم لها الدعم كذلك. قد أغيب لمدّة أسبوعين أو نحوها في رحلات التصوير، وأحياناً ما أتجوّل ليوم أو يومين وحيداً خلال رحلاتنا السياحيّة، قد ترافقني في تلك الرحلات أحياناً فهي محبّة للتصوير وللصور التي ألتقطها“. 

لا تخلو الرحلات التي يقطعها هذا المصوّر الرحّال (صاحب لقب Storm Chaser لأنه يهوى التقاط صور البرق في أسفاره) في ربوع المملكة من المفاجآت، وعندما وجّهنا له سؤالاً عنها أجاب قائلاً ”أنا لا أعزم على استكشاف المناطق التي أعرفها، بل أرحل مستكشفاً باحثاً عمّا قد يفاجئني في تلك الرحلات. وأجد راحة في الصور التي ألتقطها“. يعمل خالد حالياً على مرحلة جمع الصور وإلتقاط مزيد منها لإطلاق كتاب مصوّر يوثّق فيه ما التقطته عدسته من صور لمناطق المملكة، ويُظهر فيه جماليات قد لا تظهر لكل من تقع عيناه عليها ”التقطت ما يقارب أربعين ألف صورة، ولا يزال هناك الكثير من المناطق التي أطمح لاستكشافها من ضمنها الحدود الشماليّة في المملكة، ونجران، والأحساء، وحتى منطقة الربع الخالي التي تعد منطقة صعبة لا يستطيع الشخص زيارتها وحيداً بل تطلّب زيارتها ترتيب حملة متكاملة“. يطمح خالد السديري لإطلاق كتابه هذا مطلع العام المقبل وكما يخطط لإقامة معارض داخل المملكة وخارجها للترويج له واستعراض جماليات المملكة.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى في عدد شهر مايو من ڤوغ العربيّة

أبها:

أبها بعدسة خالد السديري

”عشت فترة من حياتي في أبها والمنطقة الجنوبيّة من المملكة، أعرف تلك المنطقة جيّداً واستمتعت باستكشافها مع والدي خلال سنوات مراهتي. تمتاز تلك المنطقة بالجبال كما أن بها مناطق لم يكتشفها الناس حتى الآن“. يجد محبي الآثار القرى التاريخيّة في جنوب المملكة، وعنها يقول خالد السديري ”عزمت على زيارة قرية رجال ألمع مرتين في السابق وفي كلّ مرة أجد الطريق إليها مغلق بسبب الأمطار، ولكنني لا أزال عازماً على زيارتها وتوثيق جمالها عبر عدستي“.

جازان:

جازان بعدسة خالد السديري

تعد منطقة جازان وجهة سياحيّة مناسبة لمحبي الشواطئ، ففيها جزيرة فرسان التي يشبهها الكثيرون بجزر هاواي. يقول خالد عن تلك المنطقة ”جازان جميلة للغاية…  تمتد الجبال على الجزء الشمالي الشرقي منها، بينما تطل على المحر الأحمر من الغرب. يؤسفني أنني لم أعطيها حقها في الصور، فقد رزتها في بداياتي“. 

الغاط:

الغاط بعدسة خالد السديري

”ديرتي“ يبدأ السديري حديثه عن محافظة الغاط الواقعة شمال مدينة الرياض على بعد 230 كيلومتر، ويواصل حديثه قائلاً ”هي موطن عائلتي، فيها منطقة الغاط القديمة التي تمتاز بالبيوت الطينيّة والمناطق التراثيّة التي تخضع حالياً للتجديد والترميم من قبل الدولة، كما أن بها منطقة رمليّة واسعة يقصدها هواة الطعوس وراكبي الدبابات، وفيها مسار للمشي في البريّة (هايكنع) يقصده مجموعة من الأشخاص في رحلات جماعيّة“. تتمركز محافظة الغاط بين جبال الطويق شرقاً ونفود الثويرات، وتجتمع فيها البيئة الجبليّة مع البيئة الرمليّة و البيئة الزراعيّة كذلك. 

حائل:

حائل بعدسة خالد السديري

اشتهرت حائل بجبلي أجا وسلمى، كما توجد بها الأودية من بينها وادي هدباء ووادي الأديرع، وفي هذه المنطقة امتداداً لصحراء النفود الكبير ذات الرمال الذهبيّة الخلابة. بالإضافة إلى ذلك تعد منطقة حائل وجهة مناسبة لمحبي الآثار، ففيها القلاع التي بنيت في عهد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربيّة السعوديّة، وهي موطف حاتم الطائي، أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي. 

الباحة:

الباحة بعدسة خالد السديري

تقع الباحة في الجنوب الغربي للمملكة العربيّة السعوديّة، وقد لفتت عدسة خالد السديري بتنوّع تضاريسها، يقول ”يمكن أن تتواجد مختلف التضاريس ضمن منطقة لا تتعدى الخمسين كيلومتراً فقط في منطقة الباحة“. ينصح المصوّر بزيارة قرية ذي عين في هذه المنطقة تحديداً، حيث أنها تزخر بوجود العديد من المواقع الاثرية والصناعات اليدويّة، كما تشتهر بزراعة الفاكهة والريحان. 

تعرّفوا إلى رائدة التمكين الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود

ظهر المقال المصوّر خالد السديري يأخذنا في رحلة إلى أبرز المناطق السياحيّة في المملكة للمرة الأولى على الموقع الإلكتروني لڤوغ العربية



ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.