شائع

معالج نفسيّ متخصّص يشارككم نصائحه حول كيفية التخفيف من الشعور بالوحدة خلال الفترة الحاليّة مع انتشار جائحة كوفيد-19

بينما نواصل التكيف مع تعليمات البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي، قد يشعر الكثيرون بالقلق، والتوتر، والوحدة، أكثر مّما كان عليه الحال قبل البدء بتنفيذ هذه القرارات. فإن كنتم تفتقدون للتواصل الشخصي والتلامس الجسدي، كالتنعّم بعناق حقيقيّ من أصدقائكم المقرّبين، فأنتم لستم وحدكم بالتأكيد. قد لا نتمكّن من تغيير الحالة الحالية لوباء فيروس كورونا، لكن إن كنتم تشعرون بالوحدة، فهناك طرق للتعامل مع مشاعركم تلك والتحكّم بها بالتأكيد.

النصيحة رقم 1: جربوا واقبلوا ما يجري حولكم الآن

قال جوريل كارابالو، وهو مستشار صحة نفسية معتمد والشريك المؤسس لمنصّة Viva Wellness، بدلاً من محاولة حل المشكلة (جائحة فيروس كورونا)، ركّزوا انتباهكم على كيفية التحكّم بالعواطف التي تشعرون بها بشكل أفضل، بما أنّه ليس بيدكم حل للمشكلة. ليس هنالك طريقة واحدة تناسب الجميع في مسألة التحكّم بالمشاعر وإدارتها، فالأمر سيتطلّب منكم التجربة وارتكاب الأخطاء حتى تعثورا على ما يناسبكم.

وأوضح كارابالو، قائلاً: "أحد الأشياء التي تحدث أولاً، في بعض الأحيان، هو أنّنا نتسبّب في الكثير من التوتر الإضافي لأنفسنا نتيجة رفضنا لشيء ما بشكل قاطع، وهذا في الواقع يمنعنا من حل المشكلات والتعامل معها". من خلال رفضكم للظروف الحالية، قد ينتهي بكم الأمر بالشعور بالسوء لأنّ تركيزكم منصبٌّ على الأشياء التي لا تملكونها أو لا يمكنكم القيام بها، "وعليه فلن تصلوا إلى مرحلة تنظرون فيها إلى الخيارات المتاحة أماكم فعليّاً لجعلها أفضل".

للتحكّم بأيّ مشاعر سلبية قد تواجهونها في الوقت الراهن، يجب أن يكون هدفكم، وفقاً لقول كارابالو، هو الوصول إلى مرحلة القبول لمحاولة وبذل قصارى جهدكم لتجاوز الأمر في الوقت الحالي. بدون منهجيّة التفكير هذه، لن تكونوا على استعداد لتجربة أشياء أُخرى تساعدكم على التحكّم بمشاعركم.

النصيحة رقم 2: فكروا في ما يجعلكم تشعرون بأنّكم أكثر اتصالاً بالآخرين

عندما يتعلّق الأمر بالتحكّم بالعواطف مثل الشعور بالوحدة والشعور بالانعزال عن أصدقائكم وعائلتكم، ينصحكم كارابالو بالتفكير في طرق الاتصال التي تجعلكم تشعرون بأنّكم أكثر ارتباطاً بالناس من حولكم مثل تطبيق الفيس تايم أو الرسائل النصية. لكنّ أهمّ شيء في ذلك، بحسب كارابالو، هو اختيار وسيلة اتصال تستمتعون بها، وتشعرون بالراحة معها، وتبرعون في استخدامها "ثم تتعتمدون عليها قليلاً".

سيجعلكم ذلك على الأرجح تشعرون بتحسن أثناء المحادثة وبعدها. إذ وفقاً لكارابالو، يفتقد الأشخاص الآن إلى الطقوس والروتين الذي يتماشى مع التواصل الاجتماعي الشخصي والمباشر مع الأخرين، ولهذا السبب، يوصيكم بجدولة مكالماتكم، وتحضير الموضوعات، وحتى لعب الألعاب فعلياً لإضفاء مزيد من الخصوصيّة على هذه اللحظات.

النصيحة رقم 3: كيفيّة الاستمتاع بوقتكم بمفردكم

ليس هنالك خطأ في مشاهدة العروض الشهيرة مثل HOLLYWOOD ومقاطع الفيديو العشوائية على اليوتيوب عندما لا تكونون على اتصال مع العائلة والأصدقاء أو حتى زملاء العمل، لكن ينصحكم كارابالو أيضاً بقضاء بعض الوقت في القيام بأشياء تحفزّ عقولكم. "إن خصّصتم وقتكم للقيام بشيء ما -ليس بالضرورة أن يكون شيئاً مثمراً، بل لمجرّد شغل الوقت فقط – سيتطلب منكم ذلك بذل طاقة ذهنيّة حقيقية، الأمر الذي سيخلق فرصة لدماغكم بالفعل للتركيز على أشياء أُخرى غير القلق والتفكير بحالة الوحدة التي تعيشونها".

على سبيل المثال، يمكنكم استخدام هذا الوقت للقيام ببعض أعمال التلوين التأملي، أو تعلم مهارة جديدة مثل الحياكة، أو حلّ ألغاز لعبة "سودوكو"، أو الاشتراك بدورة مجانيّة عبر الإنترنت. اعملوا على خطة عمل إن كانت لديكم الطاقة الكافية، أمّا إن لم يكن لديكم تلك الطاقة، فقوموا بلعب لعبة ممتعة بدلاً من ذلك. هذا ويطمئنكم كارابالو قائلاً: "إذا كنتم تشعرون أنّه بإمكانكم أن تكونوا منتجين، فذلك أمر عظيم بالتأكيد، لكن إن لم تكونوا كذلك، فلا بأس على الإطلاق".

وأوضح أنّ الأهمّ من ذلك فعليّاً هو أن يكون لديكم شيء يتطلب "وجوداً حقيقياً" يمكنكم التركيز عليه للمساعدة في التحكّم بمشاعركم. إضافة إلى ذلك، يمكنكم التحكم بعواطف مثل القلق والتوتر من خلال نصائح الخبراء هذه، عبر كتابة اليوميات، وممارسة الرياضة، والعمل مع معالج نفسيّ مرخص. وبينما نواصل جميعاً التكيف مع حالة التباعد الاجتماعي، تذكّروا أنّه لا بأس من الشعور بكل ما تشعرون به الآن وأنّ تتجنّبوا جلد الذات. لا نهدف من وراء هذه النصائح إلى استبدال أيّ شيء تفعلونه حاليّاً للتحكّم بصحتكم العقلية، لذا تأكدوا من استشارة أخصائيّ مرخص إن كانت لديكم أيّ مخاوف أو أسئلة.

للمزيد من مقالات الصحة، والنصائح، والأخبار، انقروا هنا من فضلكم.



source https://ar.popsugar.com/%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D9%82%D8%A9/%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A1-47447552

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.